ولما انتشر العمران واستقروا بالمكان وترفهت حالة النزلاء المادية بنوا جامعا سنة 1616 م فكان تجسيما لروح الأصالة الأندلسية ونقلا لبراعة الأندلسيين في فن المعمار كما أقاموا منازل مازالت قائمة لليوم و تشهد على ما خلفه هؤلاء الأندلسيون من حضارة في ربوع هذه المدينة.

واذ انقرضت بعض العائلات  كعائلات : الكسلتيليانو – دويك – بن ديكو – كورال- اللونقو-… توجد الى اليوم بعض العائلات الاندلسية مثل عائلات : ماضور – الريشيكو – ليبيرسو – باشكوال – بن اسماعيل – الري- جحـا-

  لمدينة سليمان عراقة تاريخية تستمدها من أصالتها الأندلسية والتي ماتزال آثارها قائمة الى هذه الساعة فهي من بين المدن التي أسستها الجالية الأندلسية القادمة إلى تونس في مطلع القرن السابع عشر ميلادي على اثر التهجير القسري لمسلمي الاندلس.             تؤكد أغلب المصادر التاريخية أن تأسيس مدينة سليمان يعود إلى سنة 1610 م / 1020 هـ و تذكر بعض المراجع التاريخية أن المدينة شيدت على أنقاض مدينة قديمة بونية تسمى  " ميقالوبوليس  " و قيل في مراجع أخرى مدينة رومانية كانت تسمى » كازولا  »  غير أن المؤرخين أجمعوا على أن المدينة على وضعها الحالي من تأسيس الأندلسيين الذين نزلوا حول برج أغلبي قديم- مازال موجودا الى الآن- هو برج  " البليدة  " (تصغير بلدة) و الذي اتخذوه عند قدومهم مسجدا لهم وأقاموا حوله مساكنهم  وقد أختير هذا المكان لعدة معطيات أهمها خصوبة الأرض وتوفر المياه فضلا عن قرب المكان  من تونس الحاضرة التي تعتبر مركز حماية الأندلسيين الوافدين كما تمثل سوقا لترويج إنتاجهم الفلاحي .

ومن بين العادات الأندلسية في الأطعمة والتي مازالت  تلقى اهتمام أهالي سليمان وأصبحت إحدى أهم الأكلات التي تطبخ في المناسبات نجد  " الكويارس "  و "البناضج " و " القرص ".

  وقد ورد ذكر مدى إزدهار مدينة سليمان فلاحيا في كتاب الوزير السراج " الحلل السندسية في الأخبار التونسية " بقول المؤرخ:  " لو اقتصرت الحاضرة على غلال بلد سليمان لكفتها كثرة وطيبا " .

 

وقد أنجبت سليمان عدة علماء أجلاء في علوم الدين و الفقه و الطب من بينهم : مراد موسيكة و  حمودة الريكلي و محمد ماضور المتوفي سنة 1811  والشيخ محمد ماضور المتوفي سنة 1980 والشيخ عبد الوهاب الكرارطي و الدكتور صالح عزيز اول جراح للقلب بتونس والذي سمي باسمه مستشفى صالح عزيز بالعاصمة

أهم المواقع التاريخية والأثرية

برج الجهمي هو برج أغلبي موجود على شاطئ سليمان يرجع تاريخه إلى القرن التاسع للميلاد و الثالث للهجرة وقد سمي نسبة لولي صالح دفن بجانب المعلم يسمى سيدي الجهمي.

طاحونة الريـح هي معلم أندلسي يعتبره فنيو المعهد الوطني للتراث أثرا فريدا من نوعه من حيث الشكل و طريقة البناء و لا يوجد مثيلا له بالجمهورية التونسية. و قد صمد هذا المعلم و حافظ على شكله منذ بنائه إلى اليوم.  

نهج بالمدينة العتيقة  تتميز المدينة العتيقة بأنهجها الضيقة و المستقيمة و التي تعلوها أروقة تسمى بالسباطات و بعض من الأقواس. كما  تتميز بواجهات منازلها المزخرفة بالحجارة المنقوشة و تتميز هذه المنازل بهندسة معمارية خاصـة نجدها في جل المدن الفلاحية الأندلسية التأسيس بتونس.
  
أما هيكل المدينة العتيقة  العام فمركزه الجامع الكبير الذي تحيط به الأنهج المذكورة   هذا و في غياب سور للمدينة العتيقة فقد بني على حدودها الأربعة مساجد سميت بأسماء أبواب الإتجاهات بحيث نجد مسجد  باب تونس و مسجد باب المنزل (نسبة إلى منزل بوزلفة) و مسجد باب قرمبالية أما المسجد الشمالي الذي يحد باب البحر فهو مسجد البليدة السالف الذكر.

الجامع الكبير بناه الاندلسيون سنة 1616 م  و هو من اهم المعالم الاثرية ويمتاز بطريقة بناء فريدةأما صومعته فهي ذات شكل خاص شبيه بصوامع موجودة بالأندلس. وأما بيت الصلاة فـلها سقفان  سقف أول مبني واخر خشبي مغطى بالقرمـد وهو بمثابة العازل الحراري و المكيف لبيت الصلاة ( وهي طريقة اندلسية فريدة في البناء) ويعتبر المحراب تحفة من حيث الزخارف التي توشحه.  اما المنبر فهو من خشب الابنوس و يتحرك على سكة حديدية وهو آية فيالجمال والروعة .

 

جامع البليدة هو في الأصل برج أغلبي للمراقبة حولهالأندلسيون إلى مسجد و كتاب فكان أول معلم ديني بسليمان و بالرغم من صغر مساحته فهو يكتسي أهمية تراثية بالغة بإعتباره رمزا تاريخيا يمثل نواة 

مذكرة الأحداث

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

للإتصال بنا

بلدية سليمان

72290299-72290103

commune.de.soliman@gmail.com

ساحة قصر المدينة, 8020 سليمان

الشبكات الإجتماعية

إخترنا لكم

سبر للآراء

Nothing found!